هل توجد خصوصية في الإنترنت؟

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كثر الحديث عن موضوع الخصوصية (Privacy) في مواقع التواصل الاجماعي (Facebook, Twitter, Google Plus) و الشركات الكبرى مثل جوجل و ابل ومايكروسوفت وغيرها…

اغلب من تحدث عن الخصوصية في تلك المواقع يتفقوا على امر واحد تقريبا ألا و هو أن تلك المواقع تقوم بحفظ جميع بيانات مستخدميها في سيرفراتهم و أن بإمكانهم التحكم بها أو تعقب جميع حركات مستخدميها ومعرفة أماكنهم، وقد أيضا يقوموا ببيع بيانات مستخدميها للحكومات و نحوها.

بالفعل جميع ما قيل صحيح ولكن أنا كمهندس برمجيات ومطور ويب و تطبيقات للهواتف الذكية لدي وجهة نظر مختلفة كليا عن كل ما قيل عن تلك المواقع والشركات.
لأكون واضحاً معكم وجهة نظري من ناحية (تقنية) فجميع ما تقوم به تلك المواقع من حفظ بيانات مستخدميها والتحكم بها و تعقب حركات مستخدميها وزوارها بإمكان أي موقع صغيراً كان أو ضخما أن يقوم به، هذا إن كان صاحب الموقع من أصحاب النفوس الضعيفة.

قبل أن اتحدث عن الخصوصية في الانترنت لنتحدث عن الخصوصية في الحياة الواقعية، جميعنا نتفق أن بإمكان شركات الاتصالات في اي بلد كان ان تقوم بالتنصت على المحادثات التي تقوم بها. (لا أعلم إن كانت تقوم بحفظ تلك التسجيلات في سيرفراتهم)

ولكن لا يمكن للشركة (بحسب العقد المتفق أو قوانين الدولة) أن تقوم بالتنصت على محادثات عملائها بدون أمر رسمي من الحكومة أو أي جهة رسمية.

لذلك لنفترض مثلا (وهذا لا يمكن أن يحصل إلا بأمر رسمي) أنهم قاموا بالتنصت على مكالمتك وأنت تتحدث مع الأهل أو لديك عمل وتريد التحدث مع زميل لك عن أسرار العمل. أليس بإمكانهم التنصت عليك أيضا؟ بما أن لديهم صلاحية لذلك فهذا لا يعني أنهم لا يستطيعوا اختراق القانون والتنصت على مكالمتك.

بالتأكيد لا يتم التنصت إلا ان كنت شخص مجرم و يريدوا التوصل إليك غير ذلك لن يتم من الأساس إصدار قرار التنصت عليك.

ما يحصل في الإنترنت أمر مشابه، فجميع المواقع في الانترنت بإمكانها بمجرد دخولك على الموقع التوصل على عنوان IP الخاص بك وهذا ليس إختراقا لجهازك أو أي شي مماثل، ولكن الهدف الرئيسي من هذا هو عمل إحصائيات للموقع كعدد الزوار و معرفة زيارات الموقع من أي دولة و أي مدينة و نحو ذلك.

فأنا كمدير لموقع معين بإمكاني معرفة بيانات كثيرة عنك من خلال فقط عنوان IP الخاص بك كموقعك في الكرة الأرضية ليس فقط الدولة والمدينة ولكن موقعك التقريبي على الخريطة ، بالإضافة الى معرفة مزود خدمة الانترنت لديك. و أيضا لنقل أنه تم اختراق جهازك من خلال أحد الهكرز وقام بفتح منفذ Port معين على جهازك بإمكاني تجربة جميع المنافذ (ولو أنها عملية طويلة جدا) ولكنها ممكنة.

كما قلت هذا فقط بمجرد دخولك للموقع ولكن لنقل أنك قمت بالتسجيل بالموقع فأنت بذلك قمت بحفظ بياناتك في قاعدة بيانات هذا الموقع و إن قمت بكتابة مواضيع أو ردود في ذلك الموقع فجميعها تكون محفوظة في قاعدة بيانات الموقع

ما أريد الوصول إليه انه جميع البيانات التي تقوم بإدخالها في أي موقع كان فسوف تحفظ في قاعدة بيانات ذلك الموقع فعندما يزيد عدد مستخدمي هذا الموقع و تزيد شهرة الموقع فبالتأكيد ستزيد البيانات المسجلة في ذلك الموقع.

حينها لدى مدير الموقع قاعدة ضخمة من بيانات المستخدمين وجميع ما قاموا بعمله في موقعه، حينها يأتي التخوف من ذلك الموقع من نشر بيانات مستخدميه.

فمن بادئ الأمر لماذا (أنا) متصفح للإنترنت و مستخدم عادي للإنترنت أقوم بوضع بيانات حساسة ودقيقة في تلك المواقع. فالهدف من جميع المواقع نشر محتوياتها (مقالات أو فديوهات) لكافة متصفحي الانترنت ونشر نظرتهم الخاصة لبعض المواضيع.

لذلك (أنا) المستخدم العادي للإنترنت الملام الأول في حالة أنني قمت بنشر بعض الصور أو البيانات الخاصة و الحساسة جدا بي في تلك المواقع.

من المفترض أن لا نلوم أصحاب تلك المواقع على أخطاء نحن في الأساس كنا السبب الرئيسي فيها، فلا تنسى أنهم قاموا بتقديم تلك الخدمة مجانا لك. ولكن الواقع لا يوجد شيء مجاني فليس من الضروري أن يكسبوا بضعا من النقود منك ولكن فهم يستفيدوا من عدد المستخدمين الضخم ليروجوا لبعض الخدمات الأخرى كالإعلانات و كثير منا يعلم كمية الخيارات الضخمة التي يستطيع المعلن التحكم بها لنشر منتجه من تحديد الدولة والمدينة وحتى العمر والجنس واللغة وغيرها الكثير.

قمت بالتوضيح (تقنيا) في هذا الفديو موضوع الخصوصية على الإنترنت ومن وخبرتي السابقة في هذا المجال، فلا توجد خصوصية (بالمعنى المتعارف عليه) في الانترنت بشكل عام ،
ولكن الخصوصية الحقيقية تعتمد عليك (أنت) أولاً بمعرفتك بما تقوم بنشره على الإنترنت و بعد ذلك ما يقوم (مدراء تلك المواقع ) بالبيانات التي قمت بنشرها في موقعهم.
فكما قلت لكم سابقا هذه مجرد وجهة نظر (تقنية) فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ،وأتمنى من الأخوة التقنيين تصحيحي.

2 Comments

Add a Comment
  1. WordPress › Error

    There has been a critical error on this website.

    Learn more about troubleshooting WordPress.